حكم الضحك
إن الذي يتصنع عدم الضحك ويريد بذلك وقاراً دائماً.. ونحو ذلك، وربما صنعه كبراً، أي أنه لا يضحك مما يضحك منه الناس، ومما يتندر منه، ومن الأشياء الطريفة بالحق، ويزعم أنه لا يتأثر بها فلا يبدي أي نوع من أنواع الابتسامة فهذا إنسان متصنع للهيبة والوقار، وتصنعه ممجوجٌ مذمومٌ.
إذاً: التكلف الموجود في بعض النفوس من عدم الضحك زعماً للوقار تطرفٌ مقيتٌ، كما أن من أكثر الضحك استخف به - ما صار له قيمة عند الناس- ولا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه وأعذر في الشيوخ.
هذه فائدة أخرى، أي: أنه ينبغي على من تقدمت به السن أن يراعي سنه وقربه من القبر، وأن الشاب ربما كان فيه من المرح وطبيعة روح الشباب ما يجعله يقع في هذا، لكن الشيخ الكبير لا ينبغي له الإكثار مثلما يقع من الشاب، ليس بنفس الدرجة هذا حكم السن.
وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله، أي: التبسم وطلاقة الوجه لا علاقة لها بمسألة القهقهة والإغراق في الضحك، التبسم وطلاقة الوجه سنة، وإدامة التبسم سنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ، وقال جرير : (ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم) فهذا هو خُلق الإسلام.
إن أعلى المقامات من كان بكَّاءً بالليل، بسَّاماً بالنهار، هذه عبارة في غاية الجودة، فأعلى مقامات المسلم من كان بكَّاءً بالليل بسَّاماً بالنهار، هذا هو المطلوب.
وإذا كان الإنسان طبعه مرح - طبعه أنه يكثر من الضحك- ينبغي أن يقصر من ذلك، لا يقول هذا طبعي اقبلوني على ما أنا عليه، ولا تلوموني، لا. بل ينبغي عليه أن يعالج نفسه ويجاهدها.. ينبغي لمن كان ضحوكاً بساماً أن يقصر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم.
هذه عبارات تربوية من الإمام الذهبي رحمه الله.
إذا وجدنا إنساناً مفرطاً في المسألة نقول: جاهد نفسك ولومها حتى لا تمجك الأنفس،ونقول للشخص العابس المنقبض: تبسم وأحسن خُلقك وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم ويحسن خُلقه ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذموم كما قال الشاعر:
كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
القصد: الوسط، وكلا الطرفين مذموم الإكثار من الضحك مذموم، ودوام العبوس مذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب.
صفة ضحك النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خير البشر - متصلا قلبه بربه، فكان لا يكثر من الضحك ولايقهقه، ولا يرفع صوته به كما يفعل كثير من الناس، بل كان عليه الصلاة والسلام وقوراً متزناً هادئاً .
وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان طويل الصمت، قليل الضحك »
وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت .. وقلة الضحك ... ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله :{ أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون } [المؤمنون:115].
وتصف عائشة رضي الله عنها ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح الإمام البخاري، قالت: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم »
واللهاة: ما يظهر من الفم إذا أغرق الإنسان في الضحك حتى ينفتح فمه من شدة الضحك فتظهر هذه اللهوات. ولذا فإن السنة الإقلال منه والاقتصاد فيه وجعل أكثره تبسماً .
جاء في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه، قال: « ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه، أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم .
يقول خارجة بن زيد: « كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه ، وكان كثير السكوت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يعرض عمن تكلم بغير جميل ، كان ضحكه تبسمًا ، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم ، توقيراً له واقتداءً به ».
قال أبو هريرة: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر »
إن الذي يتصنع عدم الضحك ويريد بذلك وقاراً دائماً.. ونحو ذلك، وربما صنعه كبراً، أي أنه لا يضحك مما يضحك منه الناس، ومما يتندر منه، ومن الأشياء الطريفة بالحق، ويزعم أنه لا يتأثر بها فلا يبدي أي نوع من أنواع الابتسامة فهذا إنسان متصنع للهيبة والوقار، وتصنعه ممجوجٌ مذمومٌ.
إذاً: التكلف الموجود في بعض النفوس من عدم الضحك زعماً للوقار تطرفٌ مقيتٌ، كما أن من أكثر الضحك استخف به - ما صار له قيمة عند الناس- ولا ريب أن الضحك في الشباب أخف منه وأعذر في الشيوخ.
هذه فائدة أخرى، أي: أنه ينبغي على من تقدمت به السن أن يراعي سنه وقربه من القبر، وأن الشاب ربما كان فيه من المرح وطبيعة روح الشباب ما يجعله يقع في هذا، لكن الشيخ الكبير لا ينبغي له الإكثار مثلما يقع من الشاب، ليس بنفس الدرجة هذا حكم السن.
وأما التبسم وطلاقة الوجه فأرفع من ذلك كله، أي: التبسم وطلاقة الوجه لا علاقة لها بمسألة القهقهة والإغراق في الضحك، التبسم وطلاقة الوجه سنة، وإدامة التبسم سنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ، وقال جرير : (ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم) فهذا هو خُلق الإسلام.
إن أعلى المقامات من كان بكَّاءً بالليل، بسَّاماً بالنهار، هذه عبارة في غاية الجودة، فأعلى مقامات المسلم من كان بكَّاءً بالليل بسَّاماً بالنهار، هذا هو المطلوب.
وإذا كان الإنسان طبعه مرح - طبعه أنه يكثر من الضحك- ينبغي أن يقصر من ذلك، لا يقول هذا طبعي اقبلوني على ما أنا عليه، ولا تلوموني، لا. بل ينبغي عليه أن يعالج نفسه ويجاهدها.. ينبغي لمن كان ضحوكاً بساماً أن يقصر من ذلك ويلوم نفسه حتى لا تمجه الأنفس، وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم.
هذه عبارات تربوية من الإمام الذهبي رحمه الله.
إذا وجدنا إنساناً مفرطاً في المسألة نقول: جاهد نفسك ولومها حتى لا تمجك الأنفس،ونقول للشخص العابس المنقبض: تبسم وأحسن خُلقك وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم ويحسن خُلقه ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحرافٍ عن الاعتدال فمذموم كما قال الشاعر:
كلا طرفي قصد الأمور ذميمُ
القصد: الوسط، وكلا الطرفين مذموم الإكثار من الضحك مذموم، ودوام العبوس مذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب.
صفة ضحك النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خير البشر - متصلا قلبه بربه، فكان لا يكثر من الضحك ولايقهقه، ولا يرفع صوته به كما يفعل كثير من الناس، بل كان عليه الصلاة والسلام وقوراً متزناً هادئاً .
وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة: « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان طويل الصمت، قليل الضحك »
وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت .. وقلة الضحك ... ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله :{ أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون } [المؤمنون:115].
وتصف عائشة رضي الله عنها ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في صحيح الإمام البخاري، قالت: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم »
واللهاة: ما يظهر من الفم إذا أغرق الإنسان في الضحك حتى ينفتح فمه من شدة الضحك فتظهر هذه اللهوات. ولذا فإن السنة الإقلال منه والاقتصاد فيه وجعل أكثره تبسماً .
جاء في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه، قال: « ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه، أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم .
يقول خارجة بن زيد: « كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه ، وكان كثير السكوت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يعرض عمن تكلم بغير جميل ، كان ضحكه تبسمًا ، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم ، توقيراً له واقتداءً به ».
قال أبو هريرة: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر »